"كتاب الحنين".. حين يكون الماضي بوابة للمستقبل

متابعة: آيات مصطفى

في عالم يسير نحو الهاوية، حيث تنهار المدن وتتلاشى الأحلام تحت وطأة الفوضى، يسطع الحب كآخر المعجزات الممكنة. 

كتاب الحنين، الرواية الأولى للكاتب والمخرج محمود لطفي، ليست مجرد حكاية تُروى، بل هي سفر عبر العوالم، حيث يتشابك الخيال بالواقع، وتصبح المشاعر بوصلتنا الوحيدة في بحر الضياع.

"كتاب الحنين".. حين يكون الماضي بوابة للمستقبل

عندما يكون الحنين أكثر من مجرد شعور

حنين، الفتاة الحالمة، ليست كغيرها، فهي لا تبحث عن مجرد مخرج من عالم ينهار، بل تحلم بالفرار إلى القمر، حيث تؤمن أن الأحلام لا تموت هناك. على الجانب الآخر، أمير، ذلك العاشق الذي انتظرها قبل أن يراها، يعيش على أمل لقاء قد يكون مستحيلًا. وبينما يحاول أدهم، العجوز الغامض، التشبث بسرٍّ قادر على تغيير المصائر، يخوض عصام صراعًا لا نهاية له بحثًا عن عدالة تائهة في زحام الخراب.

لكن الرواية ليست مجرد قصة شخصيات تبحث عن الخلاص، إنها مرآة تعكس ذلك الحنين الكامن في أعماق كل منا. ذلك الإحساس الغامض الذي يدفعنا للبحث عن شيء لا نعرفه تمامًا، لكنه يسكن فينا كحلم لم نلمسه بعد.

نصٌّ ينبض بالصورة والموسيقى

منذ الصفحة الأولى، يأخذنا الكاتب محمود لطفي بأسلوبه السينمائي إلى مشاهد تتنفس بالحياة، حيث الكلمات ليست مجرد حروف، بل صور، وأصوات، ولحظات تتجسد أمام القارئ كما لو كان يشاهد فيلمًا سينمائيًا بطيئًا، يعجّ بالتفاصيل المرهفة.

فهو لا يكتب فقط، بل يرسم، يصنع عوالم تتداخل فيها الحقيقة بالحلم، كأنك تمشي فوق خيط رفيع بين الماضي والمستقبل، بين الأمل واليأس، بين الواقع وما ينبغي أن يكون.

رحلة بين الأزمنة والقدر

ما الذي يبقى حين ينهار كل شيء؟ ما الذي يمكن التمسك به عندما يتبدد الحاضر، وتضيع الطرق؟ كتاب الحنين هو محاولة للإجابة على هذه الأسئلة، حيث لا يكون الزمن مجرد خط مستقيم، بل نسيج من الذكريات، والخيبات، والأحلام المؤجلة.

بينما تتنقل الرواية بين عوالمها المختلفة، يكتشف القارئ أن الحنين ليس مجرد شعور بالماضي، بل قوة قادرة على تغيير المستقبل، وأن الحب، رغم هشاشته، قد يكون آخر المعجزات الممكنة في عالم يفقد سحره تدريجيًا.

نبذة عن الكاتب.. من السينما إلى الأدب

محمود لطفي، المخرج والكاتب الذي استطاع أن يصنع بصمته في السينما المستقلة، يخطو خطوة جديدة في عالم الأدب. 

بعد نجاحاته السينمائية في مهرجانات دولية، يأخذنا بروايته الأولى إلى تجربة سردية تتجاوز حدود الورق، حيث يمتزج الحس البصري بالموسيقى الداخلية للنص، ليخلق عملًا أدبيًا مختلفًا، يترك أثره في القلب والعقل معًا.

رواية كتاب الحنين ليست مجرد رواية، بل تجربة شعورية، رحلة نحو عوالم قد تبدو بعيدة، لكنها تعكس ما نشعر به في أعماقنا. إنها قصة عن الحب، والقدر، والخوف، والأمل، وعن ذلك الحنين الأبدي الذي يسكننا جميعًا.

يمكنك العثور على الرواية في دار مزيج للنشر والتوزيع.


آيات مصطفى علي
بواسطة : آيات مصطفى علي
رائدة أعمال وصانعة محتوى، تمتلك خبرة في الإعلام الرقمي والترويج الإلكتروني. مؤسسة موقع ومُدونة "روائع الكتب"، المتخصص في الترويج الإلكتروني للمؤلفات والكتب المميزة. مؤسسة موقع "كاش خبر"، منصة متخصصة في أخبار المال والأعمال، وتقديم تحليلات اقتصادية معمقة ومواكبة للمستجدات. المدير التنفيذي لجريدة "سبأ نيوز" الإخبارية، حيث تقود فريق التحرير وتُشرف على المحتوى الإعلامي اليومي. كاتبة أدبية وصانعة محتوى لدى عدة منصات ومواقع إلكترونية متنوعة، تميزت بأسلوبها الإبداعي وصياغتها الجذابة. منسق إعلامي لعدد من الشخصيات العامة، وتدير حملاتهم الإعلامية والتواصل الرقمي بأسلوب احترافي. موديريتور لعدة صفحات إلكترونية على وسائل التواصل الاجتماعي، تتولى إدارتها وتنسيق محتواها بما يتوافق مع الهوية الرقمية لكل جهة. مؤسس وأدمن لجروب "أولياء أمور وطلبة جميع مدارس الإسكندرية"، أكبر التجمعات الإلكترونية التعليمية في المحافظة، الذي يسهم في دعم العملية التعليمية وتبادل الخبرات بين أولياء الأمور.
تعليقات