بقلم/ د. رشا مجاهد
شعاع اقتحم ظلام طرقات حياتي وظل يلهث حتى وقف أمامي وصرخ أين قلمك؟قلمي ما عاد يكتب لقد انكسر سحقته أقدام الزمن تبعثرت أجزاؤه وتناثرت في هواء أيامي المتخمة بالتحديات والدمعات والعثرات والكثير من النجاحات..
فهل تستطيع أناملي المرتعدة أن تلملم شتات قلمي المكسور؟!!
وحتى لو استطاعت أين كلماتي؟ أين ورقاتي الوردية؟ لقد هربت مني قهرا وعنوة..
أجل يا صديقي لا تتعجب فهذه المرأة الفولاذية اقتحم الزمن بخيوله حديقتها وحطم ورود أحلامها فسكن العصفور عن التغريد وسكتت هي أيضا، تحت نير القهر والظلم، لا تتعجب أتدري ما معنى أن يحرق أحدهم ورقاتك ويبعثر كلماتك ويجبرك أن تسكت أن تلوي عنق العصفور حتى يسكت عن التغريد، تلقي بمشاعرك بعيدا وتعيش جامدا وسط أبحاث ومراجع وعلماء كلمات تزاحمت بعضها بجوار بعض لتخرج عملا اكايديما يصفق له بعض الناس فترة ثم ينسونه ويذهب تحت التراب أوراق وأوراق تتناثر في الهواء وتنتهي في أرفف المكتبات لا يدركها إلا طالب مسكين أعياه البحث فعثر عليها لتروي ظمأه في نقطة من بحثه.
يا للعبث ماذا دهاني كيف جاءتنى القوة لأخنق قلمي البريء وأقدمه قربانا لدراسات تنتهي صلاحيتها بعد أعوام قليلة بل في هذا العصر المتهور تنتهى بعد أشهر ..
أيحق لإنسان أن يسحق عصفور يغرد في أعماقه ويلهث وراء وريقات حتى لو كانت ذات قيمة عالية إلا أنها تنتحر في عالم التفاهة عالم تفتت دولاراته أوراق العلماء وأفكارهم ولن يبقى الا المبدع الحقيقي صاحب النور الذي يشع من بين ظلمات ورقات خانقة لا نجني منها سوى اسم علمي لا يعرفه الا طلابه، لقد عشت بين علماء أكاد أجزم أن الواحد منهم مدرسة علمية تخشع لها الأعناق ولكن لا يعرفه أحد ولا يذكره أحد حتى تلاميذه، بل الأبشع من ذلك أن ما كنا نبحث فيه منذ عشر سنوات أصبح اليوم لا يعني للبشرية شيء بل انتهى مع ركام التطور واندثر تحت تراب الأيام.
أيقظني ذلك الشعاع الذي اخترق قلبي ليكشف لى حقيقة تاهت في طرقاتي المظلمة طويلا وهي أنه لن يدوم الا المبدع ولن يصل للناس الا ما يخرج من قلبك صادقا فهرولت أبحث عن قلمي المكسور وورقاتي المهدورة وكلماتي المنثورة ..
ترى هل أستطيع؟