متابعة: آيات مصطفى
رواية حاربت يومًا معه هي إحدى الأعمال الأدبية للكاتب والمؤلف أحمد سعدي، تنتمي إلى الأدب الاجتماعي، حيث تسلط الضوء على تجربة إنسانية مؤثرة من خلال شخصية طبيب مصري يشارك في حرب غزة.
تجمع الرواية بين الجوانب الإنسانية والمآسي التي تفرضها الحروب، وتعكس واقع الأطباء والمسعفين الذين يجدون أنفسهم في قلب المعركة، لا يحملون سلاحًا، ولكنهم يحملون مسؤولية إنقاذ الأرواح.
ملخص الرواية:
تدور أحداث الرواية حول طبيب مصري شاب، تدفعه إنسانيته وشعوره بالواجب إلى التوجه إلى غزة أثناء العدوان عليها، حيث ينضم إلى فريق طبي يعمل في المستشفيات الميدانية لإنقاذ الجرحى.
يواجه الطبيب تحديات هائلة بين مشاهد الدمار، وصيحات المصابين، ومخاطر القصف المستمر.
وخلال رحلته، يتعرف على شخصيات فلسطينية مختلفة، ويعيش معاناة المدنيين الذين يتحملون ويلات الحرب.
تكشف الرواية عن الجانب النفسي للطبيب، حيث يعيش صراعًا داخليًا بين الخوف والشجاعة، وبين مهمته الإنسانية والشعور بالعجز أمام الدمار الشامل.
ومع تصاعد الأحداث، يجد نفسه أمام قرارات مصيرية، ويتحول دوره من مجرد طبيب إلى شاهد على مأساة إنسانية تتكرر عبر التاريخ.
تحليل الشخصيات:
الطبيب المصري:
الشخصية المحورية في الرواية، يمثل صوت الضمير الإنساني الذي يدفعه إلى المخاطرة بحياته من أجل إنقاذ الآخرين.
الشخصيات الفلسطينية:
تشمل المرضى والمقاتلين والأطفال، وكل منهم يروي جزءًا من مأساة الحرب بطريقته الخاصة.
زملاء الطبيب:
أطباء ومسعفون يتشاركون معه في المعاناة والتحديات اليومية داخل المستشفيات الميدانية.
الرسائل التي تحملها الرواية:
1. الإنسانية وسط الدمار:
تؤكد الرواية أن الحروب لا تدمر المباني فقط، بل تدمر النفوس، لكن رغم ذلك تبقى الإنسانية نورًا مشعًا وسط الظلام.
2. دور الأطباء في الحروب:
تسلط الضوء على الدور البطولي للأطباء والمسعفين في إنقاذ الأرواح رغم المخاطر الجسيمة.
3. قضية فلسطين:
تسعى الرواية إلى إبراز معاناة الشعب الفلسطيني في غزة، والتأكيد على عدالة قضيته من خلال السرد الروائي المؤثر.
4. صراع الإنسان مع الحرب:
توضح كيف يمكن للحرب أن تغير الإنسان، وتصقل شخصيته أو تحطمه نفسيًا.
الأسلوب والسرد:
استخدم الكاتب أسلوبًا سرديًا يجمع بين السرد الواقعي والوصف العاطفي، مما يجعل القارئ يشعر وكأنه يعيش التجربة بنفسه. كما اعتمد على الحوارات العميقة التي تعكس المشاعر الإنسانية المختلفة، من الخوف إلى الأمل، ومن الحزن إلى الصمود.
تعد حاربت يومًا معه رواية مميزة تعكس صورة واقعية للحروب من زاوية إنسانية، وتبرز دور الأطباء في مواجهة الموت لإنقاذ الأرواح. من خلال سرد مشوق وأحداث مؤثرة، تنجح الرواية في إيصال رسالة قوية عن التضحية والأمل رغم قسوة الحرب.
نبذة عن الكاتب
يُعرف الكاتب أحمد سعدي بأعماله الأدبية الأخرى، مثل رواية "الدرب الأزرق" التي شاركت في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2024. وتدور أحداث "الدرب الأزرق" حول منزل في ممر يُعرف بالدرب الأزرق، حيث يُعتقد بوجود كنز أثري داخله، وتتصاعد الصراعات حول هذا الكنز لتنتهي الرواية بنهاية غير متوقعة.
بالإضافة إلى ذلك، أصدر الكاتب رواية بعنوان "أباليصي عفريت المحطة"، والتي شاركت أيضًا في معرض الكتاب نفسه.
وتُصنَّف هذه الرواية ضمن أدب الرعب والإثارة، وتتميز بأحداثها المشوقة وتصميم غلافها المميز من إبداع الفنانة منى الموجي.
من الجدير بالذكر أن أحمد سعدي هو كاتب وروائي مصري، وُلد في محافظة القاهرة وينتمي أصلاً إلى محافظة أسوان. وتُعد مشاركته في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2024 هي الأولى له، وقد شارك في المعرض هذا العام 2025 برواية "حاربت يومًا معه" وتصنف من الأدب الاجتماعي.