متابعة: آيات مصطفى
في عمل بحثي وإنساني يجمع بين التكنولوجيا الحديثة والاحتياجات الخاصة، أطلقت الدكتورة سحر سيف النصر الأنصاري كتابًا جديدًا يُسلّط الضوء على دور الذكاء الاصطناعي في تنمية المهارات الحياتية للأطفال المصابين بالتوحد من ذوي القدرات العقلية المرتفعة. هذا العمل يأتي كنتاج سنوات من الدراسة والخبرة، ويطرح حلولًا عملية تسهّل على هذه الفئة الاندماج والتعامل مع التحديات اليومية.
عن الكتاب وأهميته
الكتاب بعنوان:
"استخدام الذكاء الاصطناعي في تنمية المهارات الحياتية لدى الذاتويين ذوي الأداء الوظيفي المرتفع"، وهو صادر عن دار الكتب والوثائق القومية بالتعاون مع المكتب الجامعي الحديث، ليكون إضافة جديدة في مجال التربية الخاصة.العمل لا يتناول التوحد بشكل عام، بل يركز على شريحة خاصة من الأطفال: الذين لديهم قدرات عقلية قوية ولكن يواجهون صعوبات في المهارات الاجتماعية والتنظيمية، مثل فهم التعليمات، أو ترتيب يومهم، أو التواصل مع الآخرين.
من هي د. سحر الأنصاري؟
الدكتورة سحر الأنصاري ليست مجرد باحثة أكاديمية، بل صاحبة تجربة واسعة. هي باحثة دكتوراه في الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا النانو، وحاصلة على ماجستير في نفس التخصص.
بالإضافة إلى ذلك، درست التربية الخاصة – تخصص ذوي الهمم – ولديها أكثر من 13 سنة خبرة في التدريس.
هذه الخلفية المتنوعة مكنتها من دمج الجانبين العلمي والإنساني، بحيث لا تطرح أفكارًا نظرية فقط، بل تقدم حلولًا قابلة للتطبيق داخل البيوت والمدارس.
أفكار جديدة في الكتاب
الكتاب يقدم مجموعة من الأدوات الذكية التي يمكن استخدامها لمساعدة الطفل الذاتوي على تحسين مهاراته. من بين هذه المهارات:
- التواصل اللفظي وغير اللفظي
- تنظيم الوقت والمهام اليومية
- التحكم في السلوك والانفعالات
- التفاعل مع المحيط الاجتماعي
ويعرض الكتاب كيف يمكن للبرمجيات الذكية، والتطبيقات التعليمية، والأجهزة التكنولوجية أن تُسهم في تدريب الطفل بشكل ممتع وفعال، بعيدًا عن الطرق التقليدية.
جانب نظري وتطبيقي في آنٍ واحد
ما يميز الكتاب أنه لا يكتفي بالشرح، بل يحتوي على خطط تدريبية ونماذج لبرامج تعليمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، تم إعدادها وفق طبيعة الأطفال الذاتويين ذوي الأداء المرتفع.
كما يوضح بالتفصيل كيف يمكن للمُعلمين والأهالي ومقدمي الرعاية:
- وضع خطة تعليم فردية لكل طفل
- استخدام أدوات تكنولوجية بسيطة في البيت أو المدرسة
- تتبع تقدم الطفل في المهارات الاجتماعية والسلوكية
انتشار واسع داخل وخارج مصر
الكتاب لم يمر مرور الكرام، فقد تم عرضه في عدد من المعارض الدولية المهمة، منها:
- معرض القاهرة الدولي للكتاب
- معرض الشارقة الدولي
- معرض أبوظبي
- معرض الكويت
وهذا دليل على أن الفكرة وجدت صدى واسعًا، ليس فقط في مصر، بل في العالم العربي كله، حيث توجد حاجة متزايدة لأفكار جديدة تدعم ذوي الهمم.
لماذا هذا الكتاب مهم؟
لأن كل أب وأم لطفل يعاني من التوحد أو من صعوبات في التواصل، يبحث عن وسيلة فعالة تفتح باب الأمل.
هذا الكتاب لا يعد فقط مرجعًا للمتخصصين، بل دليلًا عمليًا يمكن للأهالي استخدامه في الحياة اليومية.
الذكاء الاصطناعي لم يعد رفاهية، بل أداة لإنقاذ المستقبل.
والدكتورة سحر الأنصاري نجحت في تقديم هذه الأداة بشكل بسيط، مدروس، وموجه نحو من هم في أمسّ الحاجة إليها.في زمن يتسارع فيه التقدم التكنولوجي، يأتي هذا الإصدار من كتاب الدكتورة سحر الأنصاري ليؤكد أن العلم حين يكون مرتبطًا بالقلب، يمكنه أن يُغير حياة إنسان.